/ الفَائِدَةُ : (86 ) /

26/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / صُعُوبَةُ فرز وتمييز العناوين الْأَخْلَاَقِيَّة الْمَعْرِفِيَّة/ إِنَّ فرز وتمييز العناوين الَّتي لها طابع أخْلاقِيّ ومَعْرِفَي وعَقَائِدِيّ بعضها عن الآخر تنظيراً وتطبيقاً ـ من حيث الآليَّات ـ من أَشكل الأُمور ، بل حيَّرت علماء الأَخلاق والمعارف ، بل وعلماء اللُّغة ؛ وتحتاج إِلى تجربةٍ عريضةٍ ، ودربةٍ واسعةٍ ، واستقراءٍ وفحصٍ شاسعٍ ، وتنظيرٍ دقيقٍ ونافذٍ وثاقبٍ . وكثير من عناوين الفضائل والرَّذائل يتعاطاها الإِنسان ويتلقَّاها بملفَّات وعيون ومسامع فكره وذهنه بإِبهام بهیم ومجمل ؛ ومن ثَمَّ جعل الشَّارع المُقدَّس آداباً لكلِّ شيءٍ ؛ كيما لا يتيه العبد ولا تختلط عليه العناوين ، فنيَّته وإِنْ كانت سليمة لكنَّه قد يستخدم اشتباهاً آليَّات تجرَّه للرَّذيلة من حيث لا يشعر . والفرز بينها : أَمَّا تنظيراً : فيتمُّ من خلال الإِلمام بالبحوث : اللُّغويَّة والمعرفيَّة والأَخلاقيَّة ، ثُمَّ يأتي إِلى منصَّة بيانات الوحي ، ليستقرئ بدقَّةٍ الضوابط الْمُهَيْمِنَة في باب عناوين الفضائل والرذائل . وأَمَّا تطبيقاً : فيتمُّ من خلال مراجعة بيانات الوحي ؛ لأَنَّ غالب البشر ـ وإِنْ كانوا من الأَكابر ـ يجهلون آليَّات تطبيق المفاهيم ؛ فالعرفاء يجهلون غالباً آليَّات وآداب المكارم ، والسياسيُّون والحُكَّام يجهلون أَيضاً آليَّات وآداب السياسية ، وأَرباب الأُسر يجهلون أَيضاً آليَّات وآداب الأُسرة ، وَأَصحاب السلوك الفردي يجهلون كذلك آليَّاته وآدابه ، وَهَلُمَّ جَرّاً . وهذا بيانٌ وبرهانٌ دالٌّ على ضرورة : التَّوحيد ، والوحي ، والنُّبوَّة ، والرِّسالة ، والإِمامة ، والمعاد . / متابعة الباحث لعناوين باب الفضائل والرَّذائل مفيدة جِدّاً/ ثُمَّ إِنَّ متابعة الباحث لمفردات العناوين في باب المكارم الأَخلاقيَّة وباب الرَّذائل تنظيراً ومفهوماً لغويّاً ستخدم لا محالة بحوثه النَّظريَّة ـ الْاِعْتِقَاديَّة والمعرفيَّة والتَّربويَّة والأَخلاقيَّة ـ كثيراً ؛ لأَنَّ اللُّغة النَّفسانيَّة والأَخلاقيَّة ، بل والبدنيَّة وَهَلُمَّ جَرّاً من لُغَات المعارف والْاِعْتِقَادات يُمكن أَنْ تُكتب بها المعارف بكافَّة أَبوابها . ومنه يتَّضح : بطلان ما تخيَّله فلاسفة المَشَّاء : من أَنَّ اللُّغة الوحيدة والَّتي لها الأَهليَّة أَنْ يُكتب بها علم الفلسفة : لُغَةُ الْعَقْلُ النَّظري ليس إِلَّا ؛ فإِنَّ صريح بيانات الوحي قاضي بأَنَّها أَحَد اللُّغات ، بل اللُّغة النَّفسيَّة رُبَما تكون أَعظم عموميَّة وفهماً لدىٰ طبقات عموم البشر منها ، والَّتي يظنَّ البعض ـ لا سيما الفلاسفة ـ اشتباهاً أَنَّها لُغَة عالميَّة ، نعم عالميَّتها بين النُّخَب العقليَّة الفلسفيَّة ، أَمَّا نُخب غيرها فلا يفهمونها ؛ بعدما كانت جافَّةً ومغلقةً ومُعقَّدةً . وصلى الله على محمد واله الاطهار